دافعت المملكة المتحدة عن قرارها بتعليق بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في الوقت الذي وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار بأنه “مخز”.
وقال نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي إن القرار “لن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس”.
لكن حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، وصف الحظر الجزئي بأنه “خطوة أولى مهمة نحو وفاء المملكة المتحدة بالتزاماتها القانونية بموجب القانون البريطاني والدولي”.
وكانت المملكة المتحدة علقت الاثنين، نحو 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
المستوطنون المتطرفون يستولون على أراضي الضفة الغربية بوتيرة متسارعة – تقرير لبي بي سي
رئيس الأركان الإسرائيلي: “لن نسمح للإرهاب في الضفة الغربية بأن يرفع رأسه”
وأصر وزير الدفاع البريطاني جون هيلي على أن المملكة المتحدة ستظل “حليفاً قوياً” لإسرائيل، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن أمن إسرائيل لن يضعف بسبب هذا القرار.
ويقول وزراء في الحكومة إن الأسلحة يمكن استخدامها في غزة لانتهاك القانون الدولي.
وقالت منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة إن الإجراءات “محدودة للغاية”.
وانتقد آخرون توقيت الإعلان عن هذه الخطة بسبب تزامنه مع اليوم الذي أقيمت فيه جنازات الرهائن الستة الذين قتلوا في غزة الأسبوع الماضي.
وقال هيلي لبي بي سي، إن “رؤية وجوه الرهائن القتلى كانت مؤلمة للغاية”، لكنه أضاف أن توقيت القرار “كان مدفوعا بحقيقة أن هذه عملية قانونية” وسط الحاجة إلى إبلاغ البرلمان.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الاثنين، إن المملكة المتحدة ستعلق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وهو ما يؤثر على معدات مثل أجزاء الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار.
وقال هيلي إن اختيار هذه الأجزاء جاء لاعتبارها معدات مستخدمة في غزة “لأغراض هجومية”، في حين أن “الغالبية العظمى من الأجزاء الأخرى التي تصدرها بلادنا إلى إسرائيل لا علاقة لها بالصراع أو ربما تستخدم للدفاع عن إسرائيل”.
طائرات عسكرية إسرائيليةصدر الصورة،EPA
وتعتبر مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل منخفضة مقارنة بحلفاء آخرين، حيث تساهم بنحو واحد في المئة فقط من واردات البلاد الدفاعية.
وتصدر المملكة المتحدة الأسلحة إلى العديد من البلدان بما في ذلك أوكرانيا والمملكة العربية السعودية وتركيا.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل على الإطلاق، حيث تمثل تسعة وستين في المئة من وارداتها من الأسلحة التقليدية الرئيسية بين عامي 2019 و2023، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وفي بيان له، قال زملط إن البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة “ستواصل العمل” مع الحكومة البريطانية من أجل فرض “حظر كامل على الأسلحة”.
اتهمت منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة الحكومة بممارسة “سياسة الإيماءات”، نظرا لتعليق أقل من عشرة في المئة من تراخيص تصدير الأسلحة.
وزير الدفاع البريطاني جون هيليصدر الصورة،PA Media
التعليق على الصورة،وزير الدفاع البريطاني جون هيلي
وقال الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية، ساشا ديشموك، إن القيود كانت “محدودة للغاية ومليئة بالثغرات”.
وأضاف أن “القرار يعني أنه في حين يبدو أن الوزراء يقبلون بأن إسرائيل ربما ترتكب جرائم حرب في غزة، فإن الحكومة مع ذلك لا تزال تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب والفصل العنصري والإبادة الجماعية المحتملة من قبل القوات الإسرائيلية في غزة”.
ودعت المنظمة غير الربحية بشكل مستمر إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال نتنياهو عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “بوجود الأسلحة البريطانية أو بدونها، ستنتصر إسرائيل في هذه الحرب وتضمن مستقبلنا المشترك”.
وأضاف: “بدلاً من الوقوف إلى جانب إسرائيل، وهي دولة ديمقراطية تدافع عن نفسها ضد الهمجية، فإن القرار الخاطئ الذي اتخذته بريطانيا لن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس”.
وعندما سئل عن تعليقات رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي اتهم الحكومة بـ “التخلي عن إسرائيل”، أصر هيلي على أن المملكة المتحدة ستدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم مباشر.