مظاهرات في مصراته تطالب بتنحي الدبيبة
خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة مصراته الليبية، تطالب بتنحي رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عقب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش بشأن لقاءات جمعت بعض أعضاء حكومة الدبيبة مع مسؤولين إسرائيليين، بهدف التطبيع بين ليبيا وإسرائيل.
المتظاهرون في مصراته حملوا لافتات وشعارات تندد بالتطبيع مع إسرائيل، مؤكدين أن أي خطوة نحو التطبيع تعتبر “خيانة” للقضية الفلسطينية، التي تعد قضية العرب المركزية. وأعرب المحتجون عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتقارب العلاقات بين ليبيا والدولة العبرية، مؤكدين أن هذه التصريحات تضر بموقف ليبيا التاريخي الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
الاستنفار الشعبي والمطالبات بتوضيح حكومي
شهدت المدينة حالة من الاستنفار الشعبي، حيث طالب المتظاهرون حكومة الدبيبة بتوضيحات رسمية حول هذه اللقاءات، في وقت تزايدت فيه الدعوات لتنحي الدبيبة عن منصبه في أعقاب الجدل المثار حول هذه القضية.
تصريحات نجلاء المنقوش حول التطبيع
يذكر أن نجلاء المنقوش، التي شغلت منصب وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أكدت في تصريحات سابقة أن بعض أعضاء الحكومة التقوا مع إسرائيليين في سياق محاولات للتطبيع، ما أثار ردود فعل غاضبة من مختلف الفئات السياسية والشعبية في ليبيا.
اتهامات للدبيبة والتحركات في الشارع الليبي
اتهم الدبيبة بعض الشباب بالحصول على المال والمخدرات من قوى محلية وصفها بأنها “تسعى للدمار والحروب والفساد”. جاء ذلك في تصريحات له أثناء حفل ختام ملتقى “روافع 14” لرواد الأعمال والملتقى العام لمنتسبي حركة بيوت الشباب، في وقت يشهد فيه الشارع الليبي تظاهرات احتجاجا على التطبيع المحتمل مع إسرائيل على خلفية اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الموقوفة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في 2023.
الدبيبة، الذي كان يرد ضمنيا على الاحتجاجات الشعبية ضد حكومته، قال: “هناك كثير من قوى محلية تنزعج من منظر الشباب الذي يبني ليبيا، وهؤلاء لا يريدون البناء وإنما يريدون الدمار والحروب والفساد”. وكانت هذه التصريحات بمثابة رد غير مباشر على المظاهرات التي اجتاحت عدة مدن ليبية، بما في ذلك طرابلس ومصراتة، والتي شهدت دعوات قوية لرفض أي خطوة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
اعتقالات واختطافات للنشطاء المناهضين للتطبيع
في تطور آخر، تعرض عدد من الشباب المناهضين للتطبيع في مدينة مصراتة للاعتقال والاختطاف من قبل قوات الأمن الداخلي التابعة لحكومة الدبيبة. من بين المعتقلين، الناشط أحمد عمر إنداره، وزميله علي الأحول، إضافة إلى اختطاف المواطن مجدي المصلي في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.
وقد أدانت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان هذه الاعتقالات، حيث أصدرت بيانا طالبت فيه حكومة الدبيبة بضمان حماية المواطنين من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري. وأكدت أن قوات أمنية تابعة للجهات المحلية قامت باختطاف الناشطين الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل في طرابلس ومصراتة.
التحركات المدنية وحقوق الإنسان في ليبيا
النشطاء المدنيون في ليبيا يعتبرون هذه الإجراءات انتهاكا لحقوق الإنسان، مطالبين بضرورة احترام حرية التعبير والتجمع، خاصة في قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تزال تشكل نقطة خلاف حساسة بين الحكومة والشعب الليبي.