في مشهد اقتصادي يتابعه المستثمرون والمستهلكون عن كثب، استهلت أسواق الذهب تعاملات اليوم السبت، الثالث من مايو 2025، بتباين لافت بين الاستقرار النسبي الذي خيم على الأسعار المحلية في مصر، والتحليق المستمر للمعدن الأصفر في البورصات العالمية، حيث حافظت الأونصة على موقعها فوق حاجز 3200 دولار، مقتربة من مستوى 3238 دولارًا، وهو رقم يعكس حالة من الجاذبية القوية للذهب كملاذ آمن وسط حالة من الترقب الاقتصادي العالمي.
السوق المصرية
هدوء حذر بعد تقلبات الأسبوع
على الصعيد المحلي، شهدت محال الصاغة المصرية في بداية التعاملات الصباحية حالة من الاستقرار الملحوظ في أسعار الذهب، وذلك بعد موجة من التقلبات شهدتها السوق خلال الأيام القليلة الماضية. ويبدو أن السوق المحلية تستوعب حاليًا المكاسب السابقة وتحاول إيجاد نقطة توازن جديدة.
وجاءت تفاصيل أسعار الذهب للجرام الواحد (بدون احتساب قيمة المصنعية، التي تختلف من تاجر لآخر ومن قطعة لأخرى) على النحو التالي:
سجل عيار 24، وهو الأعلى نقاءً وغالبًا ما يستخدم في صناعة السبائك، سعر شراء يتراوح بين 5303 جنيهات و5314 جنيهًا، بينما استقر سعر البيع للمستهلك حول 5280 إلى 5286 جنيهًا. بعض التحديثات أشارت إلى وصوله لمستوى 5337 جنيهًا في بعض المناطق، مما يعكس بعض التباينات الطفيفة بين التجار والمناطق الجغرافية.
أما عيار 21، الذي يعد العيار الشعبي والأكثر تداولًا ورواجًا في السوق المصرية نظرًا لتوازن قيمته وجودته وملاءمته لصناعة المشغولات المتنوعة، فقد بلغ سعر شرائه من المستهلكين حوالي 4640 إلى 4650 جنيهًا، فيما سجل سعر بيعه للمستهلكين ما بين 4620 و4625 جنيهًا. هذا المستوى المرتفع لعيار 21 يظل محور اهتمام رئيسي للمقبلين على الشراء أو البيع.
وبالنسبة لعيار 18، الذي يلقى قبولًا متزايدًا في تصميمات المشغولات الحديثة والأكثر تعقيدًا، فقد تراوح سعر شرائه بين 3977 و 3986 جنيهًا، بينما وصل سعر بيعه للمستهلكين إلى حوالي 3960-3964 جنيهًا. بعض المصادر ذكرت وصوله إلى 4002 جنيهات في بعض التعاملات.
وسجل عيار 14، الأقل سعرًا، سعر شراء يبلغ حوالي 3093-3100 جنيه، وسعر بيع للمستهلكين يقدر بحوالي 3079-3083 جنيهًا.
أما الجنيه الذهب، الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 ويعتبر أداة استثمارية وادخارية مفضلة لدى الكثيرين، فقد سجل سعر شراء يتراوح بين 37120 و 37160 جنيهًا، وسعر بيع يقارب 37100-37140 جنيهًا، محافظًا بذلك على قيمته المرتفعة.
هذا الاستقرار النسبي يأتي كمحطة لالتقاط الأنفاس بعد الارتفاعات الملحوظة التي دفعت الأسعار لمستويات قياسية في الفترة الأخيرة، مدفوعة بالطلب المحلي وتأثرًا بالأسعار العالمية.
السوق العالمية
الأونصة تحلق فوق 3200 دولار مدعومة بالمخاوف
على الصعيد العالمي، واصل المعدن الأصفر الثمين تحصين مواقعه قرب مستويات مرتفعة تاريخيًا. في تحديثات الأسعار الفورية المبكرة اليوم، سجلت أونصة الذهب (الأوقية)، التي تزن حوالي 31.1 جرام من عيار 24، سعرًا بلغ حوالي 3238.21 دولارًا أمريكيًا. بعض منصات التداول أظهرت أسعارًا تتراوح بين 3238.5 دولار للبيع و 3239 دولار للشراء.
هذا المستوى المرتفع، وإن كان يمثل تراجعًا طفيفًا عن القمم التاريخية التي لامست 3500 دولار في وقت سابق، إلا أنه يعكس استمرار جاذبية الذهب كملاذ آمن رئيسي في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، والمخاوف المستمرة بشأن معدلات التضخم في الاقتصادات الكبرى، والتوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على المشهد الدولي، حتى مع بعض التهدئة الظاهرية في ملفات التجارة والرسوم الجمركية.
وعند تحويل سعر الأونصة العالمي إلى أسعار الجرام بالدولار، نجد أن:
جرام الذهب عيار 24 بلغ حوالي 104.11 دولارًا أمريكيًا.
جرام الذهب عيار 21 سجل حوالي 91.14 دولارًا أمريكيًا.
جرام الذهب عيار 18 وصل إلى حوالي 78.12 دولارًا أمريكيًا.
ويُضاف إلى العوامل الداعمة لأسعار الذهب العالمية، استمرار عمليات الشراء القوية من قبل العديد من البنوك المركزية حول العالم بهدف تنويع احتياطاتها وتعزيزها في مواجهة التقلبات المحتملة في أسواق العملات والأصول الأخرى. كما يترقب المستثمرون أي تلميحات حول مسار أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى، خاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يؤثر سعر الفائدة بشكل مباشر على تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا.
في الختام، يظل سوق الذهب ساحة حيوية تعكس نبض الاقتصاد العالمي والمحلي، وبينما تشهد مصر استقرارًا نسبيًا عند مستويات مرتفعة، يواصل السعر العالمي تأكيد مكانة الذهب كأصل استراتيجي لا غنى عنه في أوقات عدم اليقين، مع ترقب حذر لما ستسفر عنه التطورات الاقتصادية والسياسية القادمة.