هدي أبوعمرة (*)
في دورته التاسعة، بيرجع مهرجان أسوان لسينما المرأة من 2 لـ7 مايو، علشان يفتح من جديد باب النقاش حول دور السينما في التعبير عن قضايا الستات. المهرجان ده مش مجرد فعالية فنية، لكنه مساحة بتظهر فيها “سينما المرأة” كقوة ناعمة بتعكس الواقع، وتفتح عيوننا على حكايات كانت دايمًا على الهامش.
“سينما المرأة” مش نوع سينمائي له قواعد ثابتة، لكنها رؤية خاصة للواقع من خلال عدسة بتشوف تفاصيل حياة الست، وتجاربها، وأحلامها، وحتى أوجاعها. هي سينما بتخلي الست مش بس بطلة في الفيلم، لكن كمان صاحبة الكلمة.
الاهتمام بالنوع ده من السينما مش وليد اللحظة. من أوائل القرن العشرين ظهرت محاولات لتقديم تجارب نسائية على الشاشة، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت مع الحركات النسوية في الستينات والسبعينات، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية. من وقتها، بدأت المخرجات والممثلات وكاتبات السيناريو ياخدوا مكانهم الطبيعي في الصناعة، ويقدموا أفلام فيها صوت الست واضح ومسموع.
في العالم العربي، ظهرت سينما المرأة بشكل أجرأ من التسعينات، لما بدأت تتكلم عن قضايا مسكوت عنها: زي الزواج القسري، والتحرش، وحق الست في التعليم والشغل. المواضيع دي، رغم حساسيتها، كانت ضرورية، وفتحت باب للنقاش والتغيير.
الملفت إن سينما المرأة مش بس بتعرض المشاكل، لكن كمان بتركز على:
- العنف ضد المرأة بكل أشكاله.
- حرية القرار ونمط الحياة.
- الهوية والتعبير عنها.
- المشاركة المجتمعية والسياسية.
ومن هنا بييجي دور السينما مش كوسيلة ترفيه بس، لكن كوسيلة توعية وتغيير. الأفلام دي بتكشف عن معاناة بتعيشها ستات كتير في صمت، وبتكسر الصور النمطية اللي الإعلام ساعات بيرسمها، وبتفتح الباب علشان الست تحكي قصتها بنفسها.
فيه أسماء كبيرة أثرت في المشهد ده، زي أنييس فاردا وصوفيا كوبولا وكاثرين بيغلو عالميًا، وإنعام محمد علي وهيفاء المنصور وكوثر بن هنية عربيًا. ستات قدروا يثبتوا إن الكاميرا ممكن تكون سلاح، وإن الحكاية لما تتقال من صاحبها، بتوصل بشكل أصدق.
سينما المرأة فعل مقاومة، مش بس ضد الظلم، لكن كمان ضد التهميش. هي وسيلة الست علشان تكون مرئية، مؤثرة، وصانعة للحكاية، مش مجرد جزء منها.
وفي مهرجان أسوان، بتتأكد كل سنة الحقيقة دي: إن الفن ممكن يبقى بداية لحوار، والحوار ممكن يقود لتغيير.
(*) كاتبة وصحفية وشاعرة مصرية.