كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تصاعد التوتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى أن القاهرة اتخذت قرارا بعدم تعيين سفير جديد لها في “تل أبيب”، كما امتنعت عن منح الموافقة على اعتماد السفير الإسرائيلي المعين حديثا لدى مصر، أوري روتمان.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية المصرية قوله إن “القاهرة قررت عدم تعيين سفير جديد لها في تل أبيب، بعد إعلان إسرائيل نيتها توسيع نطاق القتال ضد حركة حماس في غزة”.
وأوضح المصدر أنه “تقرر أيضا عدم الموافقة على منح أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي لدى مصر، أوري روتمان، الذي تم تعيينه مؤخرا في المنصب من قبل الحكومة، وهو موجود بالفعل في إسرائيل”.
يأتي هذا القرار بعد انتهاء فترة عمل السفير المصري السابق لدى دولة الاحتلال، خالد عزمي، منذ نحو عام، عقب تمديد استثنائي لمدة عام إضافي، دون تعيين خلف له حتى الآن. وذكرت الصحيفة العبرية أن “الدبلوماسيين المصريين يواصلون العمل في السفارة المصرية بتل أبيب، دون وجود سفير على رأس البعثة”.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن المرشح المحتمل لهذا المنصب كان الدكتور طارق دحدوح، الذي شغل سابقا مناصب رفيعة في وزارة الخارجية المصرية، إلا أنه عين مؤخرا سفيرا لمصر في باريس.
وأكدت الصحيفة أن “منصب السفير المصري لدى إسرائيل يصنف ضمن المهام الحساسة للغاية، ويتطلب موافقة الرئيس المصري وأجهزة المخابرات”.
وشددت على أن “تدهور العلاقات بين القاهرة والقدس ينعكس في رفض مصر منح الموافقة للسفير الإسرائيلي روتمان، الذي تم تعيينه منذ أكثر من خمسة أشهر، دون رد رسمي من الجانب المصري”. وأضافت أن “الطلب الإسرائيلي قدم إلى القاهرة في نيسان /أبريل من العام الماضي، لكن مصر اختارت تأجيل العملية، في ظل استمرار الحرب في غزة، ومراعاة للرأي العام الداخلي الرافض”.
وبينت الصحيفة أن “الدول قد ترفض تعيين سفراء بشكل غير مباشر من خلال الامتناع عن الرد لفترة طويلة، وهو ما يعكس فتورا دبلوماسيا دون إحداث أزمة مباشرة”، مشيرة إلى أن “روتمان لم يتوجه بعد إلى القاهرة بسبب عدم استكمال الإجراءات”.
ويعد هذا التطور مؤشرا على حالة من التوتر والجمود في العلاقات بين مصر وإسرائيل، خاصة في ظل استمرار التصعيد في قطاع غزة وتداعياته الإقليمية.