عودة تدريجية لعملاق الشحن العالمي: “ميرسك سيباروك” تعبر قناة السويس وباب المندب لأول مرة منذ عامين
الجمعة 19 ديسمبر 2025 أعلنت شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” (Maersk) اليوم الجمعة، عن اكتمال أول رحلة لسفينة تابعة لها عبر ممر البحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ قرابة عامين. وتمثلت هذه الخطوة في عبور السفينة “ميرسك سيباروك” (Maersk Sebarok)، بحمولة 6500 حاوية نمطية، في إشارة قوية نحو استعادة الثقة بأمان الممر الملاحي الأقصر بين الشرق والغرب.
نهج تدريجي وحذر
وعلى الرغم من نجاح العبور، أكدت ميرسك أنها لا تخطط لاستئناف شامل لكافة رحلاتها عبر هذا المسار في الوقت الحالي. وأوضحت ميرسك في بيانها: “بافتراض استمرار استيفاء المعايير الأمنية، سنواصل نهجنا نحو استئناف الملاحة تدريجياً”.
وستتبع ميرسك عدد محدود من الرحلات الإضافية المقررة بعناية، مع التأكيد على تطبيق “أعلى معايير السلامة الممكنة”.
ثمار “اتفاقية الإسماعيلية” والشراكة الاستراتيجية
يأتي هذا التطور تتويجاً لمباحثات مكثفة جرت في نوفمبر الماضي بمبنى المارينا بالإسماعيلية بين الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وڤينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لمجموعة ميرسك.
وأسفرت تلك المباحثات عن توقيع “اتفاقية شراكة استراتيجية” مهدت الطريق لعودة سفن المجموعة مطلع ديسمبر الجاري.
أبرز نقاط الاتفاق والتعاون حيث تبنت هيئة قناة السويس سياسات مرنة تشمل تخفيضاً بنسبة 15% لسفن الحاويات الضخمة (أكثر من 130 ألف طن).
و أشار الفريق ربيع إلى أن نجاح “قمة السلام” في شرم الشيخ ساهم بشكل مباشر في تعزيز أمن منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
و وصف “كليرك” القناة بأنها شريك استراتيجي، لا سيما في محطة حاويات شرق بورسعيد، مؤكداً أن العودة ستخفف من حدة ارتفاع تكاليف الشحن العالمية.
دلالات العبور
تعمل “ميرسك سيباروك” حالياً ضمن خدمة “MECL” (التي تربط الشرق الأوسط بالساحل الشرقي للولايات المتحدة). ويرى مراقبون أن عودة ميرسك تمثل “شهادة ثقة” دولية في أمن الملاحة بالقناة، وتوقعت هيئة قناة السويس أن تشهد الفترة المقبلة تحسناً ملموساً في معدلات العبور بعد عامين من الاضطرابات الأمنية التي دفعت السفن لسلك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة.










