في وقت ينتشي فيه العالم برؤية غزة وقد توقفت بها المجازر والمذابح التي كان يرتكبها الاحتلال الصهيوني يوميا، وعلي واقع تسليم الأسرى الإسرائيليين وغرق حكومة نتانياهو في اتهامات بالفساد والفشل، وسوء سمعة الكيان الصهيوني عالميا، حتي ان الإسرائيليين باتوا يخجلون من اعلان جنسياتهم بالخارج هربا من الملاحقة الشعبية، أعلنت وسائل إعلام سويدية، عن مقتل طالب اللجوء العراقي سلوان موميكا، بإطلاق نار داخل منزله في مدينة سوردتاليا جنوبي العاصمة ستوكهولم.
مقتل موميكا علي هذا النحو جاء ليقول للعالم ان كان الصهاينة اياديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين المسلمين، فعلي أوروبا التي انخرطت في الدفاع عن فلسطين وغزة ان تتوقف وتنتبه للخطر الاسلامي الذي يكبر ويتضخم في احشائها، وعلي اصحاب فزاعة السلاموفوبيا ان يستقيظوا ويعودوا سريعا الي شاشات الاعلام والسوشيال ميديا والميكرفونات، لان اسرائيل التي خرجتم بالأمس بالتظاهر ضدها هي التي كانت تحميكم بمجازرها ودمويتها ضد القتلة المسلمين.
وأوضحت مواقع سويدية أن موميكا وبينما كان في بث مباشر على “تيك توك” تفاجأ باقتحام شقته من قبل شخص، وإطلاق النار عليه.ووقعت الحادثة في وقت متأخر من مساء الأربعاء.ووصلت تعزيزات كبيرة من الشرطة السويدية إلى مكان وقوع حادثة القتل.
من قتل موميكا اراد إحراق ذلك الكارت الذي استنفذ رصيده من كراهية الاسلام والمسلمين، واراد في الوقت نفسه ان يلفت الأنظار عن اسرائيل الملطخة بالدم، وان يحول العالم المتعاطف مع غزة الي كراهية الاسلام وبالتالي انهاء حالة التعاطف مع الفلسطينيين.
وللتغطية علي جرائم اسرائيل وكسر التعاطف مع فلسطين، خرج ترامب في لقاء مع قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، في وقت سابق أمس الخميس، وقال إن ‘الإسلام يكرهنا’، داعيًا الأمريكيين إلى ‘اليقظة والحذر وعدم السماح للذين يحملون هذه الكراهية بالقدوم إلى الولايات المتحدة’.
وتبع ذلك مطالبة عدد من كبير من منظمات المجتمع المدني الممثلة للمسلمين في الولايات المتحدة، ترامب بالاعتذار للمسلمين.
لقد وقّع دونالد ترامب في الـ27 من يناير/كانون الثاني مرسوماً جمهورياً يهدف إلى “حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة”. ويحظر المرسوم دخول الأراضي الأميركية على رعايا سبعة بلدان تدين بالإسلام (العراق وسوريا والسودان والصومال واليمن و ليبيا و إيران)، وذلك لفترة ثلاثة أشهر.
ومن ناحيةٍ أخرى، فلقد علّقت واشنطن لفترة أربعة أشهر برنامج استقبال وإسكان اللاجئين الوافدين من بلدان في حالة حرب.
في حين نص القرار أيضاً على منع دخول اللاجئين السوريين حتى إشعار آخر، علماً بأن 18.000 منهم فقط قُبلوا في الولايات المتحدة منذ 2011، مقابل مليونين تقريباً في تركيا، ومليون في لبنان. ولقد ألمح ترامب إلى احتمال إعطاء الأفضلية للاجئين المسيحيين في حال رفع الحظر.
ومع أن الرئيس الأميركي لم يذهب إلى حدّ تنفيذ بعض الوعود التي أطلقها في حملته، كحظر الدخول على كل المسلمين أياً كانوا أو وضع سجل للمسلمين الأميركيين، إلا أن قراره الأخير أثار موجة واسعة من السخط والإدانة في غالبية بلدان العالم، ما عدى المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، وهي البلدان التي أعفاها الرئيس الأميركي من القرار، رغم أن 18 من أصل 19 من مختطفي الطائرات في الـ11 من سبتمبر/أيلول كانوا من رعاياها.
كما أن القرار أدّى إلى مقاومة مدنية واسعة في الولايات المتحدة، وفتح المجال لمعركة قانونية بين السلطة وبعض القضاة.
وذاع صيت اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا في عام 2023، الذي قتل الخميس، بعدما أحرق نسخا من القرآن مما أثار موجة احتجاجات وإدانات في دول إسلامية عديدة حول العالم.
في يونيو من عام 2023، داس الرجل الذي يبلغ من العمر 38 عاما على نسخة من القرآن قبل أن يدسّ فيه قطعا من لحم خنزير ويحرق بضع صفحات منه أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في اليوم الأول من عيد الأضحى.
بعدها بفترة وجيزة نظّم تجمّعا جديدا، سمحت به الشرطة السويدية، داس خلاله مصحفا ومزّق صفحات منه أمام سفارة العراق.
في أغسطس وجه الادعاء السويدي لموميكا ومتظاهر آخر هو سلوان نجم تهمة “التحريض ضد مجموعة عرقية” أربع مرات خلال صيف 2023.وبحسب البيان الاتهامي، فإن المتهمَين دنسا المصحف وأطلقا تصريحات مهينة للمسلمين، وجرت إحدى هذه الوقفات أمام مسجد في ستوكهولم.
وقبل ذلك ألغت وكالة الهجرة السويدية في نوفمبر 2023 تصريح إقامته مشيرة إلى معلومات كاذبة في طلبه الأصلي، لكنه حصل على تصريح مؤقت إذ قالت الوكالة إن هناك “عائقا أمام تنفيذ” الترحيل إلى العراق.
وفي مارس 2024 غادر موميكا السويد ليطلب اللجوء في النروج. وبعد عدة أسابيع رحّلته النروج إلى السويد.
يأتي ذلك في وقت لا يلاقي الإسرائيليون ترحيباً أينما حلوا هذه الأيام ولسان حال كل من يقابلهم “لا مرحبا بكم ولا سهلاً، فأنتم شعب من القتلة ومصاصي الدماء، سنطاردكم في كل بقاع الأرض، لا أحد يريد رؤيتكم سواء في مناسبة سياسية كاجتماعات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، أو حتى في مناسبة رياضية كما حدث قبل أيام حينما تمت ملاحقة مشجعيكم في هولندا، وبعدها باريس، وقبلها في العديد من عواصم العالم”.
هو لسان الملايين حول العالم تجاه الشعب الإسرائيلي سواء كان سياسياً أو عسكريا أو حتى مجرد مواطن عادي أو سائح، وهذا هو مصير آلاف الإسرائيليين أينما حلوا أو رحلوا، باتوا منبوذين في كل مكان، تلاحقهم لعنات قتل الأطفال والنساء في غزة والضفة الغربية ولبنان، حالة مقاطعة جماعية وحظر شامل على تقديم الخدمات لهم حتى في الأماكن السياحية والمقاهي العامة.
ولم لا، فقد صفقوا لجرائم جيش الاحتلال حينما مارس أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث، وطالبوا حكومة نتنياهو المجرمة بإزالة غزة وأهلها من على خريطة اليابسة، والتعامل مع الفلسطينيين على أنهم حيوانات بشرية، بل وضرورة ضربهم بالقنبلة الذرية.
دول عدة أعلنت أن السياح الإسرائيليين غير مرحب بهم داخل أراضيها، جزر المالديف أعلنت حظرا شاملا لدخول الإسرائيليين إلى أراضيها.
ورفضت مئات الفنادق والمطاعم حول العالم استقبال هذه الفئة من السيّاح، ورفعت لافتة : “نحن لا نستقبل الإسرائيليين”، وهو ما زاد من عزلتهم، بل إن سياحا إسرائيليين شكوا قبل أشهر من أن الفنادق في اليابان ترفض استقبالهم.
وقبل أيام قليلة رفض مدير أحد الفنادق الواقعة في منطقة دولوميت شمال إيطاليا استقبال سائحين ونزلاء إسرائيليين على الرغم من حيازتهم حجزا مؤكدا، متهما الشعب الإسرائيلي بـ”المسؤولية عن الإبادة الجماعية”.
وبسبب القرار تلقى صاحب الفندق تهديدات مباشرة من منظمات إسرائيلية دفعته إلى الاختفاء عن الأنظار وغلق صفحاته على مواقع التواصل.
تكرر المشهد في العديد من دول العالم، في مدينة مدريد الإسبانية، رفضت مطاعم ومقاه استقبال الإسرائيليين، وعلّقت لافتة مكتوبا عليها: “منطقة خالية من الصهاينة”، تكرر المشهد في هولندا وتركيا واسكتلندا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها، ورفضت شركات سياحة يونانية تقديم حجز لسياح إسرائيليين.
وعقب اندلاع معركة طوفان الأقصى، دعت دولة الاحتلال مواطنيها إلى تجنب الإقامة في جميع دول الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا ومصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب، بل ومغادرة هذه الدول فوراً.
الظاهرة متنامية مع استمرار حرب الإبادة على غزة، وهو ما دفع صحيفة “هآرتس” العبرية، إلى القول إنّ السيّاح الإسرائيليين “أصبحوا غير مرغوب فيهم”، عقب تسجيل عدة حوادث وملاحقات استهدفتهم بشكل مباشر خلال قضاء إجازتهم ببلدان مختلفة، وأبرزها حادثة فندق ماتيريال في كيوتو باليابان.
وفي المناسبات الرياضية الكبرى، لم يجد الإسرائيليون أنفسهم مرحباً بهم من قبل الجماهير، كما جرى في أولمبياد باريس2024، حيث قال النائب الفرنسي اليساري توما بورت إن الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس للمشاركة في الأولمبياد، وتكرر المشهد قبل أيام مع مواجهة المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي في بطولة دوري الأمم الأوروبية.
بل إن الآلاف تظاهروا في العاصمة الفرنسية قبل أيام ضد حفل يميني متطرف خصصت إيراداته لدعم الجيش الإسرائيلي.
لا يقتصر عدم الترحيب فقط على السياح، بل لا يحصد الإسرائيليون إلا الخيبة تجاه نظرة الجميع إلى كل ما هو إسرائيلي، فثمة أسواق دولية أغلقت أبوابها في وجه السلع والمنتجات والصادرات الإسرائيلية، ومن المستثمرين من انسحب من الشركات الإسرائيلية خوفاً من سلاح المقاطعة الشرس.
ويتحدر موميكا من بلدة الحمدانية جنوب شرقي مدينة الموصل العراقية، وهو متزوج ولديه ابنتان لكنه منفصل عن زوجته نتيجة مشاكل عائلية في وقت سابق من داخل البلدة ذات الغالبية المسيحية السريانية.
في صفحته على فيسبوك كتب موميكا أنه تخرج من معهد نينوى للسياحة والفندقة في عام 2005.وقبل انتقاله إلى منفاه في السويد عام 2018، تشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي الى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإنشاء حزب سياسي سرياني غامض ومنافسات مع مجموعات مسيحية مسلحة مؤثرة، واعتقال لفترة قصيرة.
بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل وأجزاء أخرى من العراق في عام 2014 انتمى موميكا لفصائل مسلحة وأحزاب عدة ومن ثم أسس حزبا.
كما شارك في التظاهرات الواسعة ضد الفساد في العراق في نهاية 2019، الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي قمعتها السلطات بقسوة وقتل خلالها أكثر من 600 شخص.
في عدة مقاطع مصورة منشورة على صفحته في فيسبوك يظهر موميكا وهو رفقة مجموعة من المقاتلين ضمن ميليشيا “صقور السريان” وهم يتجولون في الحمدانية ومناطق أخرى.
وفي مقطع مصور آخر انتشر بشكل كبير مؤخرا، يظهر موميكا وهو يلقي كلمات أمام مجموعة من المسلحين ويعرف نفسه بأنه مسؤول كتائب عيسى ابن مريم التابعة لكتائب الإمام علي” وهي ميليشيا شيعية موالية لإيران يتزعمها شبل الزيدي.
بعد انتهاء عمليات تحرير الموصل أسس موميكا حزبا سياسيا أطلق عليه اسم حزب الاتحاد السرياني” ودخل مع فصيله المسلح لقضاء الحمدانية، وفقا للشاعر والصحفي من مدينة الحمدانية جميل الجمل.
وأكد الجمل في تصريح سابق لموقع “الحرة” أن الرجل “عمل خلال حرب تحرير الموصل مع ريان الكلداني قائد ميليشيا كتائب بابليون” المصنف ضمن القائمة السوداء الأميركية.”بعدها أسس ميليشيا صقور السريان وكانوا مجموعة من الأشخاص قليلين لا يوجد لهم وجود حاليا” بحسب الجمل.