تفاصيل التصعيد الدبلوماسي
في يوم الاثنين 24 فبراير/شباط 2025، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية محمود حيدري، مستشار وزير الخارجية الإيراني، إلى السفير التركي في طهران. أكد حيدري على ضرورة تجنب “التعليقات غير المناسبة والتحليلات غير الواقعية”، محذرًا من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى توترات خطيرة بين البلدين.
وأضاف حيدري أن على الدول الإسلامية أن تركز جهودها على قضايا أكبر مثل “وقف الجرائم والعدوان الإسرائيلي” في الأراضي الفلسطينية وسوريا.
وفي رد فعل على هذا الإجراء، استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في أنقرة يوم الثلاثاء 4 مارس/آذار 2025. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشيلي، إلى أن الوزير الإيراني تم تذكيره بعدم استخدام قضايا السياسة الخارجية لأغراض سياسية داخلية، وأنه من الأفضل البحث عن التشاور المباشر مع المسؤولين الأتراك بدلاً من التصعيد علنًا.
التوترات حول السياسة السورية
تجدر الإشارة إلى أن التوترات بين إيران وتركيا تزايدت نتيجة اختلاف المواقف حول الحرب الأهلية السورية. منذ بداية النزاع، دعمت إيران حكومة بشار الأسد، بما في ذلك عبر تقديم الدعم العسكري من خلال الميليشيات المدعومة من طهران. في المقابل، دعمت تركيا المعارضة المسلحة ضد النظام السوري.
وفي المقابلة التي أجراها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع قناة الجزيرة، وجه انتقادات لاذعة إلى السياسة الإيرانية في دعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، واصفًا هذا النهج بأنه “استراتيجية خطيرة”. كما حذر فيدان من أن دعم إيران لمجموعات في دول أخرى قد يؤدي إلى رد فعل مماثل في تركيا. وأشار إلى أن “إذا كنت تريد إثارة الاضطرابات في بلد آخر من خلال دعم بعض المجموعات، فقد تتسبب دولة أخرى أيضًا في إثارة الاضطرابات في بلدك من خلال دعم مجموعات مماثلة”.
ردود فعل إيران
من جانبها، وصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية فاطم مهاجراني تصريحات حقان فيدان بأنها “غير بناءة” وأعرب عن أمله في عدم تكرار مثل هذه التعليقات في المستقبل. كما شدد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد علي خامنئي، على أن سياسة إيران تقوم على “الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأكد أن طهران لن تسمح لأي دولة بإلحاق الضرر بالعلاقات العميقة والتاريخية بين البلدين عبر “كلمات غير مدروسة”.
التأثير على استقرار المنطقة
تُظهر هذه التطورات أن التوترات بين إيران وتركيا يمكن أن تكون أكثر من مجرد خلافات دبلوماسية، بل قد تؤثر على استقرار المنطقة بشكل عام.