إقالة رئيس الشاباك واتهامات لنداف أرغمان بعد شكوى من نتنياهو
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد قراره إقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، بدعوى انعدام الثقة بينهما، كما قدم شكوى رسمية ضد رئيس الجهاز السابق نداف أرغمان متهماً إياه بمحاولة ابتزازه، في خطوة تعكس حدة التوتر المتصاعد بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية على خلفية إخفاقات أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
تفاصيل قرار إقالة رئيس الشاباك
قال نتنياهو في كلمة مصورة نشرها مكتبه: “قررت تقديم مقترح للحكومة لإقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار”، مضيفاً أنه “في كل وقت، وخاصة خلال حرب وجودية مثل هذه، يجب أن يكون هناك ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ورئيس الشاباك”.
وأشار نتنياهو إلى أن الوضع معاكس للأسف، وأنه لم يعد يملك هذه الثقة. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو استدعى بار إلى مكتبه وأبلغه أنه سيقدم اقتراحاً إلى الحكومة هذا الأسبوع لإقالته من منصبه. وأوضح نتنياهو في بيانه: “لديّ انعدام ثقة مستمر في رئيس الشاباك، وازداد ذلك مع مرور الوقت”.
وفقاً للقناة 14 الإسرائيلية، سيُجرى التصويت على إقالة بار في اجتماع خاص لمجلس الوزراء يوم الأربعاء المقبل. وكانت المدعية العامة الإسرائيلية قد أبلغت نتنياهو سابقاً بأنه سيتعين عليه التشاور مع مكتبها قبل إقالة بار، لضمان عدم وجود “اعتبارات غير سليمة”، لكن نتنياهو يبدو أنه لم يلتزم بذلك، وفق ما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
أسباب التوتر بين نتنياهو والشاباك
تصاعدت الخلافات في الأيام الأخيرة بين نتنياهو وجهاز “الشاباك”، بعدما انتقد رئيس الوزراء نتائج تحقيق أجراه الجهاز بشأن أحداث 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، معتبراً أنها “لا تجيب عن الأسئلة”.
وفي المقابل، أقر “الشاباك” يوم الثلاثاء الماضي بفشله في تقييم قدرات حركة “حماس” قبل هجمات السابع من أكتوبر، لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى مسؤولية نتنياهو عن “رسم سياسة فاشلة على مر السنين”.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو يعمل منذ أشهر على محاولة إقالة بار “سعياً منه لإلقاء اللوم في إخفاقات السابع من أكتوبر على القيادة الأمنية، بدلاً من القيادة السياسية”. في المقابل، رفض بار الاستقالة على الرغم من أن تحقيقاً داخلياً في أحداث 7 أكتوبر كشف عن “إخفاقات داخل الشاباك”.
وأفادت التقارير أن بار صرّح بأنه لا ينوي الاستقالة من منصبه حتى عودة جميع المحتجزين في غزة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بأحداث السابع من أكتوبر.
شكوى نتنياهو ضد رئيس الشاباك السابق
في سياق متصل، قدم نتنياهو يوم السبت شكوى رسمية للشرطة الإسرائيلية ضد الرئيس السابق لجهاز الشاباك، نداف أرغمان، متهماً إياه بمحاولة ابتزازه وتهديده باستخدام أساليب “تنتمي لعالم الجريمة المنظمة”.
وجاءت الشكوى على خلفية تصريح لأرغمان في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية قال فيه إنه “في حال خرق نتنياهو القانون، فإنه سينشر معلومات حساسة اطّلع عليها خلال فترة خدمته رئيسا لجهاز الشاباك”.
تفاصيل الشكوى والاتهامات المتبادلة
ذكر نتنياهو في الشكوى التي قدمها إلى المفتش العام للشرطة داني ليفي: “أتوجه إليك بطلب فتح تحقيق فوري، بعدما تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء، حيث اختار رئيس جهاز الأمن العام السابق تهديد وابتزاز رئيس وزراء في منصبه، مستخدماً أساليب عصابات الجريمة المنظمة، وكأنه زعيم مافيا وليس مسؤولاً أمنياً سابقاً في إسرائيل”.
وأضاف في إشارة إلى أرغمان: “لقد لجأ إلى ممارسات تنتمي للعالم السفلي، متجاوزًا كل الحدود المسموح بها”. ولم يتوقف هجوم نتنياهو عند أرغمان فقط، بل شمل أيضاً رونين بار، إذ اتهمه بالمشاركة في حملة ابتزاز تهدف إلى منعه من اتخاذ قرارات لإعادة هيكلة الشاباك، بعد “فشله المدمّر” في مواجهة هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس.
قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: “بعد تلقي طلب رئيس الوزراء، أصدر مفوض الشرطة داني ليفي تعليماته إلى رئيس قسم التحقيقات والاستخبارات بفحص تصريحات أرغمان”.
ردود فعل الشاباك على اتهامات نتنياهو
رداً على اتهامات نتنياهو، أصدر جهاز الشاباك بياناً رسمياً نفى فيه هذه الادعاءات، واصفاً إياها بأنها “خطيرة ولا أساس لها من الصحة”.
وأكد البيان أن “رئيس الشاباك رونين بار يكرّس جهوده بالكامل لحماية الأمن القومي الإسرائيلي واستعادة المختطفين”. كما جاء في بيان الشاباك: “هذه اتهامات خطيرة ضد رئيس مؤسسة أمنية رسمية في إسرائيل. رئيس الشاباك رونين بار، يكرس كل وقته وجهوده لحماية الأمن القومي، والعمل على استعادة المختطفين الإسرائيليين، والدفاع عن الديمقراطية. أي مزاعم أخرى في هذا السياق لا أساس لها من الصحة”.