ترامب: لست قلقاً من تهديدات الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم اكتراثه بتهديدات جماعة الحوثيين في اليمن، عقب شن الجيش الأمريكي غارات جديدة ضد مواقعهم اليوم الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، وسط إعلانات رسمية باستمرار العمليات العسكرية لفترة قادمة. ويأتي ذلك في وقت صعدت فيه الجماعة من تهديداتها باستهداف المصالح الأمريكية في البحر الأحمر.
تصريحات ترمب وموقفه من تهديدات الحوثيين
وجه الصحفيون سؤالاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على متن الطائرة الرئاسية خلال رحلة عودته في وقت متأخر من فلوريدا إلى واشنطن، عما إذا كان قلقاً بشأن إجراءات انتقامية محتملة من جانب الحوثيين عقب الهجمات الأمريكية. فرد ترمب بحزم قائلاً: “لا.. لست قلقاً.. في الحقيقة لا”.
يعكس هذا التصريح المقتضب ثقة الرئيس الأمريكي في قدرة بلاده على التعامل مع أي تهديدات قد تأتي من الحوثيين، رغم التصعيد الأخير من الجانبين. ويأتي هذا الموقف الحازم في سياق استراتيجية أمريكية متصاعدة لمواجهة نفوذ الحوثيين في المنطقة والتصدي لهجماتهم ضد الملاحة الدولية.
استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد مواقع الحوثيين
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” اليوم الاثنين استمرار عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ونشرت مقاطع مصورة لمقاتلات وهي تقلع من حاملة طائرات لشن غاراتها. وقالت القيادة في بيان لها: “تواصل قوات القيادة المركزية الأمريكية عملياتها ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران”.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن غارات أمريكية استهدفت محافظة الحديدة، غربي البلاد، ومحافظة الجوف، شمالاً. كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بوقوع غارتين جويتين في وقت مبكر من اليوم الاثنين في منطقة مدينة الحديدة الساحلية التي تبعد نحو 230 كيلومترا عن العاصمة صنعاء.
في المقابل، أعلن الحوثيون في بيان أنّ الطيران الأمريكي شنّ أكثر من 47 غارة جوية استهدفت عدداً من المناطق في محافظات صنعاء، صعدة، البيضاء، حجة، ذمار، مأرب، والجوف، مما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات في حصيلة غير نهائية.
تهديدات الحوثيين باستهداف المصالح الأمريكية
في مواجهة التصعيد العسكري الأمريكي، وجه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي تهديدات صريحة للولايات المتحدة. فقد أعلن مساء الأحد أن قواته ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في هجماتها على اليمن.
وقال الحوثي في خطاب تلفزيوني: “الأمريكي وبوارجه وحاملات طائراته وقطعه البحرية ستكون مستهدفة وسيشمله حظر الملاحة الذي كان يخص الإسرائيلي وحده”، مشيراً إلى أنّه “اذا استمر العدوان على بلدنا فإننا سنتجه إلى خطوات تصعيدية أخرى وشعبنا سيتحرك على نحو شامل وواسع”.
وادعت جماعة الحوثي أن قواتها نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت خلالها حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” والقطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر. وجاء في بيان الحوثيين أنّ “العملية نُفذت باستخدام 18 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، وكانت مشتركة بين القوة الصاروخية، سلاح الجو المسير، والقوات البحرية”.
تداعيات التصعيد العسكري على المنطقة
يأتي هذا التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والحوثيين في ظل توتر متزايد في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، المعبر الاستراتيجي للتجارة العالمية. وقد تسببت هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية في تعطيل حركة الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي، مما دفع العديد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها.
ورغم تصريحات ترمب المطمئنة، فإن التصعيد العسكري الأمريكي ضد الحوثيين يُنذر بمزيد من التوتر في المنطقة، خاصة مع إعلان الحوثيين نيتهم توسيع دائرة استهدافهم لتشمل المصالح الأمريكية بعد أن كانت مقتصرة – وفق زعمهم – على المصالح الإسرائيلية.
الخلاصة
يبدو أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب ماضية في استراتيجيتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، غير مكترثة بالتهديدات التي أطلقتها الجماعة. ومع استمرار الغارات الأمريكية لليوم الثاني على التوالي، وتصريح ترمب بعدم قلقه من أي إجراءات انتقامية، يُتوقع أن تستمر الأوضاع في التصعيد خلال الفترة المقبلة.
تظل منطقة البحر الأحمر بؤرة توتر دولية، خاصة مع التهديدات المتبادلة بين الطرفين، مما يتطلب مراقبة مستمرة للتطورات الميدانية وتداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي في هذه المنطقة الحيوية.