تصعيد التوترات بين إيران والحوثيين في اليمن
في تطور جديد يتعلق بالصراع في اليمن، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر مطلعة أن إيران طلبت من الحوثيين في اليمن تخفيف حدة التوترات في المنطقة، وذلك في الوقت الذي تزايدت فيه الضغوط الدولية على طهران بسبب دعمها المستمر للجماعة المسلحة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد في وقت سابق بأن إيران ستكون مسؤولة عن الهجمات الحوثية المتواصلة، مؤكداً أن أي هجوم حوثي مستقبلي سيُعتبر هجوماً مباشراً من إيران.
طلب إيران تخفيف التوترات
وقد جاء طلب إيران في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط العسكرية الأمريكية على الحوثيين في اليمن في ظل الهجمات المستمرة على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي مقابلة مع وكالة رويترز، قال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين اليمنية، جمال عامر، إن الجماعة لن تخفف هجماتها على السفن الإسرائيلية أو على أي أهداف أخرى في المنطقة. وأكد عامر أن “لن يكون هناك نقاش حول تقليص العمليات حتى يتم رفع الحصار الإنساني عن غزة”، مشيراً إلى أن الحوثيين يربطون موقفهم مباشرة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
رسالة شفهية من إيران للحوثيين
وفي الوقت ذاته، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إيران نقلت رسالة شفهية إلى مبعوث الحوثيين في طهران يوم الجمعة 14 مارس/آذار، في محاولة منها للضغط على الحوثيين لتخفيف التوترات. وأوضح مسؤولان إيرانيان أن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، طلب من سلطنة عمان نقل رسالة مماثلة إلى الحوثيين خلال اجتماع مع المبعوثين في مسقط.
تحذيرات من الولايات المتحدة
في هذا السياق، تزايدت التحذيرات من الجانب الأمريكي، حيث نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة تهديدية عبر منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” في 15 مارس/آذار، مؤكداً أن أي هجوم جديد من الحوثيين سيتم تحميل إيران مسؤولية تنفيذه. وقال ترامب في رسالته: “إيران ستكون مسؤولة عن هذه الهجمات وستواجه عواقب وخيمة”، مهدداً بعمل عسكري ضد طهران إذا استمر دعمها للحوثيين.
في المقابل، وفي إشارة إلى تصعيد التوترات في المنطقة، أكد ترامب في 8 مارس/آذار أن الولايات المتحدة قد وصلت إلى “المراحل النهائية” في مواجهة تهديدات إيران، وأن الأزمة قد تُحل إما من خلال المفاوضات أو العمل العسكري. وقال: “هذه القضية ستُحل بطريقة أو بأخرى”.
تصريحات إيرانية عن الحوثيين
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون أن الحوثيين في اليمن ليسوا تحت قيادة الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر، وأنهم يتصرفون بشكل مستقل. ورغم هذه التصريحات، لا يبدو أن الرئيس ترامب يقبل هذا التفسير، مشدداً على أن إيران تتحمل المسؤولية عن أعمال الحوثيين في اليمن.
تأثيرات التوترات على المنطقة
مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، يظل الوضع في اليمن أحد أكبر التحديات الإقليمية، مع تأثيرات مباشرة على الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر. في الوقت الذي تحاول فيه إيران خفض التصعيد، يظل الموقف الأمريكي في تصاعد، ما ينذر بمزيد من التوترات في المنطقة.