شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية يوم الأربعاء 19 مارس 2025 حادثة غير مسبوقة، حيث هاجم حيوان “وشق مصري” (من فصيلة السنوريات) عددا من جنود الجيش الإسرائيلي أثناء تأدية مهامهم في دورية تأمين المنطقة، مما أدى إلى إصابات متفاوتة بينهم. وفقا للتقرير الإسرائيلي، تم رصد الوشق المصري في منطقة جبل حريف، الواقعة على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل، قبل أن يهاجم الجنود ويؤدي إلى تدخل هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية لاصطياده ونقله إلى مستشفى الحياة البرية.
الردود الفعل الإسرائيلية: تحقيقات لفتح الأبعاد
أعلنت السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيقات متعمقة لمعرفة أسباب وصول الوشق المصري إلى القاعدة العسكرية، خاصة مع وجود أنظمة أمنية متطورة في المنطقة.
يشار إلى أن الوشق المصري لم يظهر أي أعراض لمرض الكلب، لكن تقييمات أولية تشير إلى إمكانية اعتياده على وجود البشر بسبب قربه من المنشآت العسكرية، مما يجعله أكثر جرأة في الاقتراب من المناطق المأهولة.
من هو الوشق المصري؟ سلوكيات وخصائص الحيوان البري
يعتبر الوشق المصري (أو القط البري) من الحيوانات المفترسة متوسطة الحجم، حيث يتراوح طوله بين 60 و130 سم، ويعتمد في صيده على سرعته التي تصل إلى 80 كم/ساعة.
يفضل المناطق الصحراوية والجافة ذات الأمطار المنخفضة، ويعيش في الغابات والسافانا والمستنقعات، ويعتبر واسع الانتشار في إفريقيا والشرق الأوسط وأسيا الغربية.
كما يعتبر الوشق من الحيوانات اللاهية، حيث يصطاد القوارض والأرانب والوبر، وقد يهاجم طرائد أكبر حجما مثل الغزلان والظباء.
يضاف إلى ذلك قدرته على البقاء لفترات طويلة دون ماء، معتمدا على العصارات التي يستخلصها من فريسته. يلاحظ أن الحيوان ليلي النشاط، لكنه قد يصطاد في النهار خلال المواسم الباردة، مما يعزز صعوبة رصده.
الأسباب المحتملة للهجوم
يرى الخبراء البيئيين أن الهجوم قد يكون ناتجا عن تغيرات في النظم البيئية، خاصة مع تزايد التهديدات المناخية التي تحد من توفر الفرائس الطبيعية، مما يدفع الحيوانات إلى البحث عن مصادر بديلة.
يشار إلى أن إسرائيل شهدت مؤخرا انتشار أنواع حيوانية مصرية مثل البرص المصري (أبو بريص) والسحالي المصرية في مناطق مثل وادي عربة، مما يشير إلى وجود تيارات هجرة غير عادية عبر الحدود.
وتفيد التقارير الإسرائيلية أن الحيوان قد اعتاد على التواجد القريب من البشر، خاصة مع وجود القواعد العسكرية على الحدود، مما يجعله أقل حذرا في الاقتراب من المناطق المأهولة.
ويعتبر هذا السلوك استثناء عن عادة الحيوان، الذي يفضل العزلة وعدم التعرض للغرباء.
تجربة السحالي المصرية في إسرائيل
ينعكس الخبراء على تجربة سابقة مع أنواع الحيوانات المصرية، حيث بدأت السحالي المصرية (مثل “أبو بريص”) في التكاثر بسرعة في المناطق الجنوبية الإسرائيلية، مما أدى إلى تهديد المحاصيل الزراعية وتنافس مع الأنواع المحلية.
ويحذر الخبراء من إمكانية تكرار هذا السيناريو مع الوشق، خاصة مع سرعته العالية وقدرته على صيد الطيور والثدييات الصغيرة.
تعد هذه الحادثة دليلا على التعقيدات البيئية التي تصاحب المناطق الحدودية، خاصة مع التفاعل بين التحديات الأمنية والتهديدات الناتجة عن التغيرات البيئية.
بينما تحاول السلطات الإسرائيلية فهم الأسباب الكامنة وراء الهجوم، يبقى السؤال المفتوح عن كيفية منع تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة مع احتمالية وجود حيوانات أخرى تتجول في المنطقة.