الكاميرون تتهم جدول البطولة بإرهاق نجومها وساحل العاج ترد: لا أعذار في مواجهة الكبار
مباراة الكاميرون وساحل العاج اليوم الأحد 28 ديسمبر في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب تُعد واحدة من أقوى قمم دور المجموعات، إذ تجمع بين حامل اللقب الإيفواري وواحد من أكثر منتخبات القارة خبرة وتاريخًا وهو الكاميرون، في صراع مبكر على صدارة المجموعة السادسة وحسم بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي.
تقام المواجهة على ملعب مراكش (ستاد مراكش) في تمام الثامنة مساءً بتوقيت غرينتش (العاشرة مساءً بتوقيت المغرب والحادية عشرة بتوقيت القاهرة)، وسط أجواء متوقعة من الحضور الجماهيري الكبير والتغطية الإعلامية المكثفة بالنظر إلى ثقل المنتخبين.
سياق البطولة والمجموعة السادسة
تُقام نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب من 21 ديسمبر حتى 18 يناير بمشاركة 24 منتخبًا، حيث وزعت الفرق على ست مجموعات تحتضن مبارياتها مدن مراكش وأغادير والرباط والدار البيضاء وغيرها
ويلعب منتخبا الكاميرون وساحل العاج في المجموعة السادسة التي تضم أيضًا الجابون وموزمبيق، في مجموعة توصف مسبقًا بأنها من الأقوى نظرًا لتقارب المستويات وخبرة المشاركات القارية لدى الأفيال والأسود.
ساحل العاج – حامل لقب 2023 – استهل حملة الدفاع عن لقبه بفوز صعب 1–0 على موزمبيق، فيما حصدت الكاميرون انتصارًا مهمًا بنفس النتيجة على الجابون في الجولة الأولى، ليتقاسم الفريقان صدارة المجموعة بست نقاط محتملة لمن يفوز اليوم ويضمن العبور رسميًا إلى ثمن النهائي.
وبذلك تتحول موقعة الليلة إلى مواجهة حاسمة على «نصف بطاقة الصدارة»، إذ يمنح الفوز صاحبه أفضلية كبيرة في إكمال الدور الأول دون ضغوط في الجولة الثالثة.
وضع منتخب ساحل العاج قبل اللقاءمنتخب ساحل العاج يدخل مباراة الكاميرون وهو حامل لقب النسخة الأخيرة بعد التتويج المثير على حساب نيجيريا في نهائي 2023، ما يضع على كاهله ضغوط المحافظة على الهيبة القارية وعدم السقوط المبكر أمام منافس مباشر على اللقاء
ورغم الفوز الافتتاحي على موزمبيق، فإن الأداء لم يصل بعد إلى درجة الإقناع الكامل، مع اعتماد واضح على الاستحواذ العالي على الكرة وصناعة الفرص من الأطراف، دون ترجمة كبيرة على مستوى الأهداف.
الإحصاءات تظهر أن الأفيال حققوا انتصارًا في آخر ثلاث مواجهات لهم بأمم إفريقيا، وكلها بفارق هدف وحيد، ما يعكس اعتمادًا على الواقعية الدفاعية أكثر من المغامرة الهجومية الواسعة.
كما أن المنتخب لم يستقبل أي هدف في مبارياته الافتتاحية خلال النسخ الخمس الأخيرة من البطولة، ما يعزز صورة الفريق المنظم الذي يعرف كيف يدخل البطولات دون ارتباك.
وضع منتخب الكاميرون وطموحاته
على الجانب الآخر، يدخل منتخب الكاميرون اللقاء تحت قيادة فنية جديدة نسبيًا مع المدرب ديفيد باغو، الساعي إلى إعادة «الأسود غير المروضة» إلى منصات المنافسة القوية بعد فشل مرير في التأهل إلى مونديال 2026.
الفوز على الجابون في المباراة الأولى بنتيجة 1–0 أعاد قدرًا من الثقة للجماهير، خاصة أن الفريق حافظ على نظافة شباكه في افتتاح البطولة للمرة الأولى في دور المجموعات منذ نسخة 2019.
الأرقام تشير إلى أن الكاميرون حقق ثلاثة انتصارات متتالية في كأس الأمم، في أطول سلسلة له منذ بداية نسخة 2012 عندما فاز في أول خمس مباريات، ما يعكس عودة تدريجية للصلابة التنافسية
كما أن الأسود لم يخسروا في مبارياتهم الافتتاحية خلال آخر ست مشاركات (3 انتصارات و3 تعادلات)، وهي سلسلة يمنحهم استمرارها حالة من الاستقرار المعنوي قبل قمة اليوم أمام حامل اللقب.
التاريخ بين الكاميرون وساحل العاج
المواجهة بين الكاميرون وساحل العاج تحمل إرثًا ممتدًا لأكثر من نصف قرن من الصراع الإفريقي، حيث التقى المنتخبان في 21 مباراة رسمية وودية، فاز كل منهما في ثماني مواجهات وتعادلا في خمس أخرى، في توازن يعكس تقارب التاريخ والقيمة الفنية.
أما على مستوى كأس الأمم الإفريقية تحديدًا، فقد تواجها في ثماني مباريات، حققت خلالها الكاميرون خمسة انتصارات مقابل فوز واحد لساحل العاج وتعادلين، مع تفوق تهديفي واضح للأسود بواقع 11 هدفًا مقابل 4 فقط للأفيال.
في السنوات الأخيرة مالت الكفة قليلًا لصالح ساحل العاج في إجمالي المواجهات، إذ لم يخسر الأفيال سوى مباراة واحدة فقط في آخر خمس لقاءات أمام الكاميرون، ما يمنحهم أفضلية نفسية قبل قمة اليوم رغم تفوق الأسود تاريخيًا في سجل البط
كما أن متوسط الأهداف في مواجهاتهما الأخيرة ظل منخفضًا (نحو 1.6 هدف في المباراة)، ما يوحي بإمكانية مشاهدة صدام تكتيكي مغلق أكثر منه مهرجانًا تهديفيًا.
ملامح فنية وتكتيكية متوقعةمن الناحية الفنية، يتوقع أن يعتمد منتخب ساحل العاج على أسلوبه المعتاد في السيطرة على الكرة والاستحواذ من خلال بناء اللعب من الخلف، مع توظيف الأجنحة السريعة والظهيرين لخلق كثافة هجومية على الأطراف وإرسال الكرات العرضية إلى داخل منطقة الجزاء.
ومع حفاظه على شباكه نظيفة في المباريات الافتتاحية للنسخ الأخيرة، سيحاول الأفيال ضرب الكاميرون بهدف مبكر ثم إدارة إيقاع اللقاء لصالحهم عبر تمرير كثيف وهدوء في وسط الملعب.
في المقابل، يُنتظر أن يراهن الكاميرون على القوة البدنية والضغط العالي في مناطق وسط الملعب، مع اعتماد أسلوب أكثر مباشرة نحو المرمى، مستفيدًا من سرعة المهاجمين وقدرتهم على اللعب خلف دفاع متقدم
تكتيك الأسود قد يتضمن ترك نسبة أكبر من الاستحواذ لساحل العاج مع تنظيم دفاعي متماسك، ثم الاعتماد على المرتدات والكرات الثابتة التي طالما شكلت مصدر خطورة للكاميرون في البطولات الكبرى.
بهذه المعطيات، تتحول مواجهة الكاميرون وساحل العاج في مراكش إلى اختبار مبكر لمدى قدرة حامل اللقب على تكرار إنجاز الدفاع عن تاجه القاري، وإلى فرصة للكاميرون لإعلان عودته القوية إلى واجهة المنافسة الإفريقية في ليلة قد تعيد رسم ملامح المجموعة السادسة بالكامل.
