قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرها إن المصريين “يواجهون خطر البحر في هجرة جديدة خطيرة إلى أوروبا” مشيرة إلى أن الفقر وضع الآلاف في قبضة مهربي البشر.
وتشير إلى أن البعض، مثل يوسف، لجؤوا إلى “الوسيلة الوحيدة للهروب” وهي قوارب الهجرة إلى أوروبا رغم ما تكتنفه هذه الرحلات من مخاطر.
ويقول يوسف، الذي تزوج حديثا وينتظر مولوده الأول في غضون بضعة أشهر، إنه سافر بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في مصر. فقد كان يجني فقط حوالي 2000 جنيه مصري (حوالي 80 دولارا) من خلال عمله سائقا.
وبعد ثلاثة أشهر من زواجه، قرر الرحيل، واتصل بمهرب تعرف عليه من خلال مجموعة على فيسبوك، وبعد أن وصل إيطاليا أصبح بمقدوره إرسال الأموال لأسرته.
وأضاف: “لم أستطع تحمل تكاليف معيشتي. قبل أن أسافر إلى إيطاليا، كنت أوفر فقط 200 جنيه مصري في الشهر”.
وارتفعت تكاليف المعيشة في مصر في ظل ارتفاع معدلات التضخم التي وصلت إلى 15 في المئة.
وفقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته منذ بداية العام الحالي أمام الدولار الأميركي، بعدما قرر البنك المركزي المصري مؤخرا اعتماد سعر صرف مرن.
وتبلغ نسبة الفقر، حسب البيانات الرسمية، 30 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 104 ملايين نسمة.
ويرى محللون أن قرار تعويم العملة المحلية كان شرطا خلال مفاوضات طويلة مع صندوق النقد الدولي حصلت الحكومة المصرية بموجبها على قرض.
ويلفت التقرير إلى أن مسار الهجرة إلى أوروبا نشط مؤخرا، بعد أن تراجعت أرقام الهجرة خلال السنوات الخمس الماضية، مع تشديد السلطات المصرية إجراءات مكافحة الهجرة غير الشرعية بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وتشير بيانات وزارة الداخلية الإيطالية إلى وصول أكثر من 20 ألف مصري إلى إيطاليا عبر ليبيا حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد المسجل العام الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن أحد أسباب إعادة إحياء طرق الهجرة هو إطلاق سراح مهربين بارزين في مصر، بعد أن انقضت مدة سجنهم.
وقال خبراء إن كبار المهربين قضوا الآن عقوبة السجن لمدة خمس سنوات، وعادوا إلى المهنة الوحيدة المتاحة لهم.
ويستخدم المهربون قوارب الصيد الكبيرة “التي كان من الممكن استخدامها في أعمال قانونية لنقل الأشخاص عبر البحر المتوسط” وفق الغارديان.
وقال موريس ستيرل من منظمة Alarm Phone التي تقدم الغوث للمهاجرين العالقين في البحر: “لقد شهدنا عمليات عبور متزايدة من طبرق في ليبيا منذ نهاية أكتوبر، عندما غادرت عدة قوارب على متنها كثير من الأشخاص من طبرق ووصلت إلى الساحل الجنوبي لصقلية في إيطاليا”.
وقال إنه “رغم كبر حجمها، فإن القوارب مكتظة ويحيط بها الخطر. نحن الآن في فصل الشتاء لذلك الطقس متقلب، أي شيء يمكن أن يحدث في البحر. إنه شكل من أشكال السفر محفوف بالمخاطر للغاية. الرحلة طويلة، ولا توجد منظمات غير حكومية تجري عمليات إنقاذ في شرق ليبيا، لذا يتعين على القوارب الاقتراب من الحدود الأوروبية من أجل إنقاذها”.