تواصلت المعارك بين الجيش النظامي في السودان وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي. فيما فشلت المساعي الدولية إلى حد الآن في إقناع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وغريمه محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بوقف القتال. من جهتها، اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
إطلاق نار ودوي انفجارات ونقص في المواد الأساسية، هذا ما يعيش على وقعه سكان العاصمة السودانية الخرطوم في سادس يوم من القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع.
وتحاول العائلات القاطنة في العاصمة للفرار من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، التي أودت بحياة أكثر من 270 مدنيا منذ السبت وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.
يقول أحد النازحين الذين فروا من العاصمة، التي يقطنها نحو 5 ملايين نسمة، بحثا عن مكان أكثر أمنا “إن رائحة الموت والجثامين تخيم على بعض أحياء وسط العاصمة”.
منذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين، إلى معركة ضارية ، يبدو الوضع ملتبسا للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة. ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق.
ودوت الانفجارات مجددا في الخرطوم وفي الأبيض (على بعد 350 كيلومتر جنوب العاصمة).
وسيجتمع من جديد مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى للدعوة إلى وقف لإطلاق النار بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر الجمعة أو السبت.
في الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعليا على المؤسسات الرئيسية في البلاد.
ويطلق الطرفان إعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق مما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية لأن الخطر قائم.
وذكر أطباء شهود أن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحيانا.
وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام “توقف عن الخدمة سبعون بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال”، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.